مدخل إلى علوم الشريعة(3)
( المذاهب الفقهية المشهورة )
الإمام أبو حنيفة والمذهب الحنفي
ترجمة الإمام أبي حنيفة
هو النعمان بن ثابت بن زُوطَى التميمي الكوفي، وقد اشتهر بكنيته أبي حنيفة، ولد سنة 80 هـ ومات سنة 150هـ .
وكان في بداية أمره يتاجر في الخَز ـ نوع من القماش ـ ثم حبب إليه طلب العلم ، فاتجه أولا إلى علم الكلام ، ثم تحول إلى الفقه حتى صار إمام عصره فيه .
وقد أخـذ العلم عن شيوخ عصره مثل الإمام زيد بن علي زين العابدين ، والإمام جعفر الصادق ، وبعض مشايخ مكة أثناء إقامته بها . ولكن شيوخه الذين لازمهم كانوا في بلدته الكوفة، واشتهر عنهم العمل بالرأي ، خاصة الإمام حماد بن أبي سليمان ، ولذلك صار الإمام أبو حنيفة إمام مدرسة الرأي في عصره .
وكما كان أبو حنيفة إماما في الفقه كان ثبتا في الحديث ، وقد اتهمه بعض معاصريه من المحدثين بتهم هو منها براء ؛ بسبب أنه كان له شروط شديدة في قبول الحديث ؛ لانتشار الوضع في الحديث في عصره . ولأنه أحيانا كان لا يأخذ بأخبار الآحاد ؛ لأنه كان يذهب في ذلك إلى عرضها على ما اجتمع لديه من الأحاديث ومعاني القرآن ، فما شذ عن ذلك رده وسماه شاذا .
ويشهد بمنزلة الحديث لديه ، أنه كان يأخذ بالحديث المرسل ، وفتاوى الصحابة ، ويترك القياس إذا خالف الحديث ، وقد روى تلميذاه محمد بن الحسن وأبو يوسف كثيرا من الأحاديث ، ولأبي حنيفة ( مسند أبي حنيفة ) جمع الخوارزمي ، وهو مطبوع متداول .
وقد عرض عليه تولي القضاء مرتين ، في الدولة الأموية والدولة العباسية ، لكنه رفض ، وقد لحقه الأذى في المرتين ، حتى إنه مات بعد أيام من الأذى الثاني .
وكانت طريقة أبي حنيفة في التدريس تعتمد على الحوار والمناقشة ، فكان يعرض على تلاميذه المسائل الفقهية ، وما يعرض له من فتاوى وقضايا ، ويطلب من كل منهم أن يدلي فيها برأيه ، ويجري النقاش فيما يذكره كل منهم ، فإن اتفقوا على قول دونه أحد التلاميذ ، وإن اختلفوا ولم ينتهوا إلى قول واحد دون هذا أيضا ، وأشير إلى رأي الإمام ومن وافقه ، ورأي من خالفه . ولذلك يصح القول بأن مذهب أبي حنيفة قام على الشورى .
وقد نتج عن هذا قوة في المذهب ، كما أفاد ذلك تكوين تلاميذه الذين صاروا أئمة في المذهب مثل أبي يوسف ، كما أنه جعل في المذهب سعة ورحابة نتيجة لتعدد الاتجاهات الصحيحة فيه ، كذلك أعطى المذهب ثراءً ووفرة رأي لا يزال يتمتع بها حتى الآن .
أصول المذهب الحنفي: لخص الإمام أبو حنيفة أصول مذهبه بقوله :
= آخذ بكتاب الله إذا وجدت فيه الحكم .
= وإلا فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
= فإن لم أجـد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بقول الصحابة ، آخـذ
بقول من شئت منهم ، وأدع قول من شئت ، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم .
= فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم والشـعبي وابن سيرين وعطـاء وسـعيد بن المسيب ، فإني أجتهد كما اجتهدوا .
أي أن مصادر الأحكام والاستنباط عنده هي: الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ، فإذا لم يجد فيها ووجد في أقوال التابعين ، فإنه يمكنه أن يخرج عن أقوالهم ، ويجتهد مثلهم . وكان اجتهاده رحمه الله يشمل القياس والاستحسان ، كما كان يأخذ بالإجماع والعرف .
تلاميذ الإمام أبي حنيفة :
1- أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم :
كان أبو يوسف فقيرا ، وكان الإمام أبو حنيفة يتعهده بالنفقة اللازمة ، حتى وصل إلى ما وصل إليه من العلم والفضل ، فجعله الرشيد قاضي القضاة ، وكان لتوليه القضاء أثر كبير في نشر المذهب ، وهو أول من دون المذهب ، وله مؤلفات كثيرة منها كتاب الخراج، وهو من أهم ما كتب في الفقه المالي ، وكتاب ( اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى ).
2- محمد بن الحسن الشيباني :
تلقى العلم على أبي حنيفة ، ولكن لم تطل صحبته له ، فتتلمذ على أبي يوسف ، ورحل إلى المدينة ، حيث سمع الموطأ من مالك . ولمحمد بن الحسن الفضل الأكبر في تدوين كتب المذهب ، وقد وصلت إلينا بحمد الله كتبه كاملة ، وأشهرها ما يعرف لدى العلماء بـ (كتب ظاهر الرواية)؛ وسميت بهذا لأنها مروية عن الثقات ، وهي : المبسوط ، والزيادات ، والجامع الكبير ، والجامع الصغير ، والسير الكبير ، والسير الصغير . وله أيضا كتاب الآثار وفيه الأحاديث التي تأخذ بها مدرسة أبي حنيفة ، وكتاب الرد على أهل المدينة .
3- زفر بن الهذيل :
كان من أصحاب الحديث ثم غلب عليه الرأي لصلته بالإمام أبي حنيفة ، وكان ماهرا في القياس ، حتى صار أقيس تلاميذ أبي حنيفة وأصحابه ، لكن لم يكن له دور كبير في انتشار المذهب ، وكان قليل المخالفة للإمام .
4- الحسن بن زياد :
تتلمذ لأبي حنيفة نفسه ، ثم لأبي يوسف ومحمد بن الحسن من بعده ، ولم يكن في درجة واحد منهم .
وكان لأبي حنيفة تلاميذ غير هؤلاء ، وكان لتلاميذه تلاميذ وأتباع اهتموا بالمذهب ، وأضافوا إليه ونقحوه حتى وصل إلينا .ومن الجدير بالذكر أن لفظ ( الشيخين ) يطلق في المذهـب الحنفي على أبي حنيفـة وأبي يوسف ، و( الصاحبين ) على أبي يوسف ومحمد ، و (الطرفين) على أبي حنيفة ومحمد ، أما زفر فيذكرونه باسمه ، وأما الحسن بن زياد فلم يهتم بخلافه ؛ لأنه لم يكن في درجتهم في الفقه .
أسباب نمو المذهب الحنفي وانتشاره
1- كثرة تلاميذ أبي حنيفة ، وعنايتهم بنشر آرائه ، وبيان الأسس التي قام عليها فقهه ، وقد خالفوه في القليل ووافقوه في الكثير ، وعُنوا ببيان دليله في الوفاق والخلاف معا ، وقد أكثروا من التفريع على آرائه ، وبيان الأقيسة التي قام عليها التفريع .
2- جاء بعد تلاميذه المباشرين طبقة أخرى عُنيت ببيان علل الأحكام في المذهب ، ثم خرّجوا عليها ما جد من الأحداث ، ثم جمعوا ما تجانس من الفروع في قواعد عامة ، فاجتمع في المذهب التفريع والتقعيد .
3- كما وجد المذهب في مواطن كثيرة ، مختلفة الأعراف والتقاليد ؛ الأمر الذي ساعد على قبوله ونموه وانتشاره .
4- كذلك اختارته الخلافة العباسية مذهبا رسميا لها وللقضاء به نحو خمس مائة سنة ، ونحوا منها في الخلافة العثمانية .
( المذاهب الفقهية المشهورة )
الإمام مالك بن أنس والمذهب المالكي
ترجمة الإمام مالك بن أنس
هو مالك بن أنس بن أبي عامر ، ولد سنة 93هـ وتوفي سنة 179هـ ، نشأ ومات في المدينة المنورة ، وقد تلقى العلم على كثير من شيوخ عصره مثل ابن هرمز والزهري وأبي الزناد ، وقد تلقى عن هؤلاء الحديث وفتاوى الصحابة والتابعين ، كما تلقى فقه الرأي عن ربيعة الرأي . ويعد الزهري وربيعة أكثر من أثر فيه .
وبعد أن استوى عوده جلس للعلم والإفتاء ، بعد أن شهد له سبعون من أهل العلم بالجدارة ، منهم بعض أساتذته وشيوخه ، وكان يلقي دروسه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما مرض انتقل إلى التدريس في بيته . وكانت لمالك هيبة وقوة شخصية ، حتى إن تلاميذه كانوا يهابون سؤاله .
أصول المذهب المالكي
بنى مالك مذهبه على عدة أصول هي : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، وإجماع أهل المدينة ، والقياس ، وقول الصحابي ، والمصلحة المرسلة ، والعرف والعادات ، وسد الذرائع ، والاستحسان ، والاستصحاب الذي أعطى ـ ومعه المصلحة المرسلة ـ مذهبه خصوبة وسعة وقدرة فائقة على الاستنباط ، ومسايرة الحوادث الجديدة .
وربما قدم المصلحة أو القياس على خبر الآحاد ؛ وذلك إذا كان القياس مبنيا على قواعد الشريعة ، فإنه يتهم راوي الخبر بالسهو أو عدم الضبط . من ذلك رده إكفاء القدور التي طبخت فيها لحوم الإبل ، ورده خبر أن من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه ؛ لمخالفته لحقيقة الصيام . بيد أن كثيرا من الفقهاء ناقش الإمام مالكا في هذا ، بما لا يتسع ذكره في هذا المقام .
التعريف بالموطـأ
طلب الخليفة المنصور من الإمام مالك أن يصنف له كتابا يكون مرجعا للحكم الفقهي والقضاء ، فصنف الإمام مالك كتاب الموطأ ، ولكنه لم يستجب لطلب الخليفة ـ ومن بعده ـ بأن يلزم جميع أمصار الخلافة بالعمل به ؛ لأن في ذلك حمل الناس على فقه الصحابة الذين سكنوا المدينة ولم يبرحوها ، وفي هذا ما فيه من التضييق على الناس .
وقد روى فيه الإمام مالك الأحاديث والآثار والبلاغات وكثيرا من فتاوى الصحابة والتابعين ، والنص على عمل أهل المدينة ، كما ضمنه آراءه في بعض المسائل . وقد ظل يعمل فيه بالتنقيح والتهذيب أربعين عاما ، وقد تلقته الأمة بالقبول ، ويكاد يتفق علماؤها على صحة سند جميع مروياته ، حتى بلاغاته التي يحذف فيها سند الحديث أو بعضه ، كقول الإمام مالك بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا ، دون أن يذكر سندا ، فقد وصل العلماء سند هذه البلاغات فوجدوه صحيحا .
التعريف بالمدونة
يرجع السبب فى تدوينها ، إلى أسد بن الفرات الذي تلقى العلم على مالك ، ثم رحل إلى العراق فالتقى بأبى يوسف ومحمد بن الحسن فسمع منهما ، وكانت تطرح عليهما الأسئلة فيجيبان عنها، فأراد أن يسمع إجابات مالك عن هذه الأسئلة ، لكنه وجد مالكا قد توفى ، فوجه أسئلته إلى عبد الله بن وهب ، وطلب منه أن يجيب عنها بقول مالك فتهيب ، ثم عرضها على عبد الرحمن بن القاسم ، فأجاب عنها بقول مالك ومذهبه ، وما كان يظن أنه من قول لمالك يقول : أظن أو أحسب . وسمى أسد هذه الأجوبة ( الأسـدية ) .
وترك نسخة منها بمصر ، وحمل أخرى إلى القيروان . فلما سمعها سَحْنون ـ وكان قد سمع ابن القاسم وابن وهب وغيرهما من أئمة المالكية بمصر ـ حمل الأسدية وعاد بها إلى ابن القاسم، فحققها وهذبها، وحذف منها ما كان يشك فيه ، وما لم يكن فيه قول لمالك أجاب عنه بقوله هو . وفى النهاية عاد سحنون بما دوّنه إلى القيروان وسماه ( المدونة ) ، وقام بتهذيبها وترتيبها والإضافة إليها ، وأقبل الناس عليها ، فكانت هذه المدونة هى أساس مذهب مالك . وقد اتخذ المالكية منها محورا لنشاطهم فى عصر الصحوة الفقهية ، ثم شرحوها ، ولخصوها ، وعلقوا عليها .
تلاميذ الإمام مالك :
من المصريين :
1- ابن القاسم : أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم ، توفي بمصر سنة 191هـ ، وقد صحب مالكا عشرين سنة ، وعنه أخذ أصبغ وسحنون ، وهو أعلم الأصحاب بعلم مالك .
2- ابن وهب : أبو محمد عبد الله بن وهب ، توفي سنة 197هـ ، وكان مالك يلقبه بفقيه مصر .
3- أشهب : أشهب بن عبد العزيز ، توفي سنة 204هـ ، إليه انتهت رئاسة المذهب بعد ابن القاسم بمصر ، وقال عنه الشافعي : ما رأيت أحدا من المصريين مثله .
4- ابن عبد الحكم : أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم ، توفي سنة 220هـ ، أعلم أصحاب مالك بمختلف أقوال مالك .
5- أصبغ : أصبغ بن الفرج ، توفي سنة 235هـ ، قال عنه ابن الماجشون : لم تخرج مصر مثله في الفقه .
من غير المصريين :
1- ابن زياد : أبو الحسن علي بن زياد التونسي، توفي سنة 183هـ ، وكان عديم النظير في إفريقية.
2- أسد بن الفرات : من أهل تونس ، وإن كان أصله من نيسابور، استشهد سنة 213هـ بسرقوسة . سمع من مالك موطأه، ثم سار إلى العراق حيث لقي أصحاب أبي حنيفة فأخذ عنهم، كما أخذ عنه أبو يوسف موطأ مالك . وسبق قبل قليل ذكر دور أسد بن الفرات في تدوين الأسدية .
3- شَبَطون : أبو عبد الله زياد بن عبد الرحمن ، توفي سنة 193هـ ، سمع الموطأ من مالك ، وهو أول من أدخله الأندلس .
4- عيسى بن دينار : عيسى بن دينار القرطبي ، توفي سنة 212هـ ، وكان يعتبر فقيه الأندلس .
5- يحيى بن يحيى : يحيى بن يحيى بن كثير الأندلسي ، توفي سنة 234هـ ، وهو أندلسي قرطبي ، وبسببه انتشر المذهب المالكي بها .
إجماع أهل المدينة :
وقد بنى مالك مذهبه على عدة أصول هي : الكتاب، والسنة ، والإجماع ، وإجماع أهل المدينة، والقياس، وقول الصحابي ، والمصلحة المرسلة ، والعرف والعادات ، وسد الذرائع، والاستحسان ، والاستصحاب الذي أعطى مذهبه خصوبة واسعة وقدرة فائقة على الاستنباط ، ومسايرة الحوادث والأحداث الجديدة . فاستقل الإمام مالك عن غيره من الأئمة المجتهدين المستقلين ، بالقول بأن إجماع أهل المدينة حجة ، وقد نقل الزحيلى تنبيه ابن الحاجب بأن المقصود به هو إذا كانوا من الصحابة والتابعين دون غيرهم .
( المذاهب الفقهية المشهورة )
الإمام الشافعي والمذهب الشافعي
ترجمة الإمام الشافعي
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، ولد في غزة سنة 150هـ وتوفي سنة 204 هـ . تلقى العلم عن مشايخ كثيرين جدا ، من مكة والمدينة واليمن والعراق ، ومن أهمهم مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة ، وتلقى الموطأ عن مالك بالمدينة ، وأخـذ عن يحيى بن حسـان من أهــل اليمن ، وعن وكيع بن الجراح من العراق .
.. تلقى الإمام الشافعي فقه أهل مكة والمدينة والعراق ، وجمع بين فقه وعلم أهل المدينة ، وفقه وعلم أهل العراق . وامتاز علم الشافعي بالجمع بين فقه أهل الحجاز ، وفقه أهل العراق . كما امتاز الشافعي نفسه بفقهه الواسع وحسن المناظرة ، وقد أثر عنه قوله في ذلك : ما ناظرت أحدا إلا ولم أبال ، بين الله على لساني أو لسانه الحق .
كما كتب الشافعي فقهه بنفسه ، سواء في ذلك مذهبه القديم الذي كتبه في العراق ، أو مذهبه الجديد الذي كتبه في مصر ، وكان الثاني منهما بمثابة تعديل لبعض أقواله ، وعدول عن بعض آخر ، كأنه طبعة ثانية من كتاب واحد ، ولكنها مزيدة ومنقحة ، وليس كما يزعم بعض الدارسين من أن الجديد عنده ناسخ للقديم .
أهم كتب الإمام الشافعي
سجل الإمام الشافعي علمه وفقهه في كتابين ، أحدهما في الأصول وهو كتاب الرسالة ، والآخر في الفروع وهو كتاب الأم . ويعتبر كتاب الرسالة مقدمة لكتاب الأم ، وأول مصنف في علم أصول الفقه . وكتابه الأم يمثل خير تمثيل حياة الفقه والفقهاء في عصره ، ويشتمل على فروع الفقه كلها .
وللشافعي بعض الكتب الصغيرة بجانب هذين الكتابين الهامين ، مثل كتاب إبطال الاستحسان ، وكتاب الرد على محمد بن الحسن ، وكتاب اختلاف الحديث ، وغيرها . وقد جمع تلاميذه وأتباعه من كتبه كتابين : مسند الشافعي ، أحكام القرآن .
أصول المذهب الشافعي
1- الكتاب .
2- الســنة : وكان يقبل الحديث المسـند الصحيح ، ولا يشترط فيه إلا أن يكـون صحيحا فقط . أما
إذا كــان الحديث مرسلا ، فلا يقبـله إلا إذا توافرت فيــه بعض الشــروط : شروط في الراوي ،
وشروط في الرواية نفسها .
أما الشروط التي يجب أن تتوافر في الراوي ، فمن أهمها :
أ- أن يكون المرسل من كبار التابعين .
ب- وإذا سمى من أرسل عنه سمى ثقة ، ولم يسم مجهولا ولا مرغوبا عن الرواية عنه .
ج- وإذا شارك أحدا من الحفاظ في حديث لم يخالفه .
وأما الشروط التي يجب أن تتوافر في الرواية نفسها ، فمن أهمها :
أ- أن يروي الحفـاظ الثقات معنـاه مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن وجد
هـذا المسند كان هذا دليلا على صحة المرسل .
ب- وإذا لم نجد مسندا يعاضد المرسل ، ننظر في مرسل آخر يعاضده .
ج- وإذا لم نجد مرسلا ، بحثنا عن قول صحابي يشهد له .
د- وإذا لم نجد قولا لصحابي ، ينبغي أن يفتي بمثل معنى هذا المرسل عوام من أهل العلم .
3- الإجماع .
4- القياس فقط من أنواع الاجتهاد .
5- قول الصحابي إذا لم يكن لقوله معارض من الكتاب أو السنة ، وإذا اختلفوا اختار من أقوالهم
أقربها إلى الصواب .
تلاميذ الإمام الشافعي
من المصريين :
1- البويطي : يوسف بن يحيى ، أكبر أصحاب الإمام الشافعي من المصريين ، وحل محل شيخه في التدريس والإفتاء بعد وفاته . مات سنة 231 أو 233 هـ .
2- المزني : إسماعيل بن يحيى ، قال عنه الشافعي : ( المزني حافظ مذهبي ) . وله كتب كثيرة ساعدت على نشر المذهب ، واختصر مذهب الشافعي في مختصره الشهير ( مختصر المزني ) ، مات سنة 264 هـ .
3- الربيع المرادي : الربيع بن سليمان ، اتصل بالشافعي حتى صار راوية مذهبه ، وكان أصحاب الشافعي يقدمون روايته على رواية المزني ، رغم سعة علم المزني وذكائه ومهارته ، ولذلك كان الربيع قبلة قاصدي علم الشافعي من أنحاء العالم الإسلامي . وقد توفي سنة 270 هـ .
من العراقيين :
1- أبو ثور : إبراهيم بن خالد الكلبي ، وكان على مذهب الحنفية ، فلما قدم الشافعي بغداد تبعه ، وقرأ كتبه ويسر علمه ، ومات سنة 240 هـ .
2- الزعفراني : الحسن بن محمد ، وهو أوثق من روى مذهب الشافعي القديم ، وكان يقرأ كتب الشافعي على الناس ببغداد ، ومات سنة 260 هـ .
3- الكرابيسي : الحسين بن علي ، وكان أحفظ أصحاب الشافعي العراقيين للمذهب ، ومن المشهورين بالمناظرة .