كلية دار علوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كلية دار علوم

لطلاب كلية دار علوم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدخل إلى علوم الشريعة(2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 10/05/2012
العمر : 36

مدخل إلى علوم الشريعة(2) Empty
مُساهمةموضوع: مدخل إلى علوم الشريعة(2)   مدخل إلى علوم الشريعة(2) Emptyالجمعة مايو 25, 2012 8:24 pm

مدخل إلى علوم الشريعة(2)
مظاهر تطور الفقه في عهد التابعين
1ـ اتساع دائرة الخلاف الفقهي: ويرجع هذا لأسباب ، أهمها :
(‌أ) انتقال الصحابة رضي الله عنهم من المدينة ، وانتشارهم في الأمصار الإسلامية ، ولا شك في أنهم لم يكونوا سواء في الحفظ والفهم وطريقة الاستنباط ، مما ترتب عليه الاختلاف الواضح في الحكم على النوازل والأحداث .
(‌ب) تعذر الإجماع أو الاتفاق على رأي ؛ بسبب استحالة اجتماع كل المجتهدين ،في وقت واحد ومكان واحد في ذلك العصر .فضلا عن وجود الفرق الإسلامية التي كان لها بجانب اتجاهها العقائدي اتجاه فقهي ، كالخوارج والشيعة .
(‌ج) اختلاف عادات وتقاليد الأمصار ، مما أدى إلى الاختلاف الفقهي ؛ لأن الفقيه يجب عليه أن يراعي ظروف بلده وأعرافه وتقاليده ، ما دامت لا تتعارض مع أحكام الشرع .
(‌د) ثقة أهل كل بلد واكتفاؤهم بمن سكنها من الصحابة رضي الله عنهم وأخذهم عنهم ، فلم يكونوا بحاجة إلى معرفة أقوال الآخرين ، فمثلا اتبع أهل المدينة فقه ابن عمر ، وأهل الكوفة فقه ابن مسعود ، وأهل البصرة فقه معاذ بن جبل ، وأهل مصر فقه عبد الله بن عمرو بن العاص .
2ـ انتشار رواية الحديث :
كان لانتشار رواية الحديث في عهد التابعين عدة أسباب ، منها :
(‌أ) تفرق الصحابة والتابعين في الأمصار ، فحدث كل واحد منهم بما معه من السنة النبوية .
(‌ب) تجـدد الحوادث (الأحداث) ، وما يلـزم عن ذلك من دوام البحث عن أحكامها .
(‌ج) ازدياد اهتمام الناس بسؤال العلماء عن مدى صحة الأحاديث ، فأخرج كل عالم ما معه من العلم بالسنة .
وقد نتج عن انتشار رواية الحديث في عهد التابعين نتائج مهمة ، هي :
 كثرة الاستنباط من السنة ، وما يتبعها من كثرة الأحكام الفقهية .
 كثرة وضع الأحاديث واختلاقها ، رجاء أن تلتصق هذه الأحاديث المكذوبة بالسنة التي شاعت روايتها ولا تكتشف فيها . وأسباب وضع الأحاديث كثيرة منها : إفساد الشريعة من قبل الزنادقة ممن أظهروا الإسلام وأبطنوا غيره ، ومنها أيضا دعم أهل الأهواء والفرق اعتقادهم ، ومنها كذلك حث الناس على الطاعة باختلاق أحاديث الترغيب والترهيب ، إلى غير ذلك من أسباب .
 زيادة أعباء الفقهاء ؛ إذ صار الفقيه مكلفا بالبحث عن صحة الحديث وسنده قبل أن يستنبط منه الأحكام الفقهية ، الأمر الذي ألجأ بعض الفقهاء ـ كفقهاء العراق ـ إلى ترك بعض الأحاديث لعدم ثقتهم بها ، والاعتماد على الرأي والاجتهاد .
 ظهور علم جديد في تاريخ العلوم ، وهو علم الجرح والتعديل أو علم الرجال ، الذي بدأت إرهاصاته في عصر الصحابة ، وقد سبق التعرض لهذا الموضوع في الوحدة السابقة ، أما هذا العصر ـ عصر التابعين ـ فقد شرع البحث في تعديل رواة الأحاديث أو تجريحهم يأخذ الطابع العام ؛ سعيا لتنقية السنة النبوية مما يشوبها .
3ـ ظهور اتجاهين للفقهاء :
 الأول اتجاه أهل المدينة أو الحجاز أو مدرسة الحديث.
 الثاني اتجاه أهل الكوفة أو العراق أو مدرسة الرأي .
والسمة الغالبة للاتجاه الأول هي ميل الفقهاء في معرفة الحكم الشرعي إلى السنة .والسمة الغالبة للاتجاه الثاني هي ميل الفقهاء إلى النزعة العقلية والرأي ؛ بسبب قلة روايتهم الحديث حيث تشددوا في شروط قبوله ، وبسبب كثرة الحوادث والنوازل عندهم .
أوجه الاتفاق والاختلاف بين الاتجاهين
 أوجـه الاتفــاق
1) كلاهما يرجع في تأصيله إلى مستنده الشرعي .
2) اتفقا على حجية السنة ، وأنها المصدر الثاني للتشريع .
3) كما اتفقا على رفض الرأي المبني على الأهواء .
4) أما الرأي المبني على الدليل العام فهو موضع اعتبار عندهما .
5) اعتزاز أصحاب كل اتجاه بمن أخذ عنه من الصحابة رضي الله عنهم .
 أوجـه الاختلاف
1) موقف الاتجاهين من الأخذ بالرأي ، فأهل الحجاز كانوا وقافين عند النص ، من كتاب كان أو سنة ، فإذا سئل أحدهم عن مسألة وكان فيها نص أجاب ، وإذا لم يكن فيها نص توقف وامتنع عن الفتوى فيها برأيه ؛ هيبة من الفتوى بغير نص ، وخشية أن يتغير رأيه بعد ذلك في المسألة نفسها إن أفتى فيها برأيه . وإذا أخذ بعضهم بالرأي ، فالرأي عندهم بمعنى المصلحة ـ مثل جمع القرآن في عهــد الصحابة في خلافة أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ـ ولذلك كانوا يتهيبون إطلاق آلية القياس وتعليل الأحكام .
2) أما أهل العراق فلم يكونوا غالبا متهيبين الفتوى فيما لا نص فيه ؛ لعلمهم أن النصوص متناهية والحوادث والنوازل غير متناهية ، فيلزم الاجتهاد واستعمال العقل ؛ لمعرفة العلل والمصالح التي يتغياها الشارع من وراء الحكم ، فإذا وجدت العلة في حكم جديد ، وكانت هذه العلة موجودة في حكم منصوص عليه ، فلم لا يتعدى الحكم من المسألة القديمة المنصوص عليها ، إلى الفرع الجديد أو المسألة الجديدة التي لم ينص على حكمها ؟! . علما بأن الشارع لا يفرق بين متساويين ، ولا يساوي بين مختلفين . ويرون أن هذا هو العدل والميزان ، ولذلك كانوا لا يتهيبون الإكثار من الاعتماد على الرأي بمعنى القياس .
3) تفريع المسائل عند أهل العراق ، فقد فرعوا على المسألة المنصوص عليهـا فروعا كثيرة تشبهها فتأخذ حكمها ، أو تخالفها فينتفي عنها حكمها ، ونتج عن ذلك أنهم وضعوا مسائل مترتبة على المنصوص عليها لم توجد بعد ، وهي المسائل الافتراضية . أما أهل الحجاز فقد وقفوا عند الحكم الذي ورد به النص ، ولم يفرعوا عليه ما يشبهه .
4) اختلاف الاستعداد الفطري والتكوين العلمي لكل من رواد الاتجاهين ، الأمر الذي أدى إلى الاختلاف بينهم ، ومن ثم اتسعت دائرته بين أتباعهم . ويأتي على رأس مدرسة الحجاز سعيد بن المسيب ، ومدرسة العراق إبراهيم بن يزيد النخعي .
أسباب اختصاص المدينة بنشأة اتجاه الحديث فيها والكوفة بنشأة اتجاه الرأي فيها
1) تأثر أتباع كل مدرسة بطريقة شيوخهم ، فأهل المدينة تخرجوا على أكثر الصحابة الذين كانوا يتحرجون من الإفتاء بالرأي ، مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما . واكتفى هؤلاء التلاميذ من شيوخهم من الصحابة الذين اشتهروا بكثرة الرأي الفقهي برواية ما عندهم من أحاديث فقط . أما أهل الكوفة فقد أخذوا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وهو ممن يميلون إلى اعتماد الرأي ولا يهابه حيث لا نص .
2) كثرة رواية الحديث فى المدينة ، فلم يجد أهلها حاجة إلى الأخذ بالرأي ، بينما قلت رواية الحديث إلى حد ما فى الكوفة ؛ بسبب ما عرف عن كثير من سكانها من الوضع ؛ نتيجة انتشار الفرق المختلفة فى العراق عموما ، وفى الكوفة على وجه الخصوص ، مما أدى إلى تشدد أهل العلم في شروط من يقبلون روايته ، فقلت لذلك مروياتهم فاحتاجوا إلى اعتماد الرأي .
3) بساطة الحياة وفطريتها في المدينة ، مما أدى إلى قلة النوازل ، بينما نجد الأمر على العكس من ذلك فى الكوفة التي كانت على مشارف العراق ، وتجاور دولة الفرس القديمة . فكان أهلها يعيشون فى وسط بيئة علمية وثقافية وحضارية مختلفة ، ولأهلها أيضا أعراف وتقاليد مختلفة ، وفى مثل هذه البيئة تكثر الحوادث ، وتتعدد النوازل ، فيحتاج الفقيه دائما إلى البحث عن العلل والمصالح التي يستهدفها الشارع من الأحكام المنصوص عليها ، ليعديها إلى ما جد من نوازل .
تدوين السنة والفقه في عهد التابعين
أما تدوين السنة ، فإن عهد التابعين يعـد بداية الشروع في التدوين الرسمي لها ؛ حيث كلف أولو الأمر العلماء بذلك ، فقد خاطب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة بتكليف العلماء لديه بتدوين السنة . بيد أنه لم يتم هذا التدوين إلا بعد انقضاء عهد التابعين ، كما هو مبين في الوحدة القادمة .
كما أن تدوين الفقه لم يتم كذلك في عهد التابعين ؛ لأسباب منها :
1) اعتماد الفقه في أدلته على السنة ، والسنة لم تكن قد دونت بعد التدوين الرسمي الذي يجمع ما عند المحدثين من مرويات شفهية ومدونة ، فاقتصر دور الفقهاء غالبـا على السـنة الشفهية في استدلالهم الفقهي .
2) ثم إن عهد التابعين لم يشهد تقعيد المناهج الفقهية الذي جاء فيما بعد ، كما كان الفقه في هذا العهد يتم بالاستفتاء والإفتاء ؛ لاحتياج الناس هذه الفتاوى في أمور حياتهم ، فلم يهتموا بتدوين هذه الفتاوى ، قدر اهتمامهم بعلمها والعمل بها .
3) كما شغل العلماء في هذا العهد بمحاولات تدوين السنة وجمعها، والنظر في أسانيدها وطرقها، فلم يكن الفقه أولى من السنة بالتدوين .
4) ماعرف عن كثير من العلماء في هذا العهد ، خاصة أهل الحجاز ، من التحرج من الفتاوى الشفهية ، فأنى لهم تدوينها !.
ازدهار الفقه الإسلامي
يعد هذا الدور من أطول أدوار الفقه الإسلامي ، فقد امتد من بداية القرن الثاني الهجري حتى منتصف الرابع ( 101 ـ 350 ) تقريبا .
بلغ الفقه في هذا الطور نشاطا لم يبلغه من قبل ، فقد ظهر فيه نوابغ الفقهاء ، وكثرت فيه المدارس الفقهية المختلفة ، التي لا يزال بعضها موجودا ومتبعا حتى الآن ، واندثر بعضها الآخر ، على الرغم من أن الإنتاج العلمي أو بعضه لكثير من أصحاب هذه المدارس والاتجاهات المندثرة ، لا يزال مدونا حتى الآن أيضا .
كما نشطت حركة التدوين في هذا الطور بصورة لم تعهد من قبل ، فدونت السنة النبوية تدوينا رسميا ، واتخذ تدوينها أشكالا متعددة وصورا شتى ، كما دونت بعض كتب الفقه الممزوجة بالحديث النبوي ، وكتب الفقه الخاصة ، ولأول مرة يدون علم جديد نابع من العقلية الإسلامية ، وهو علم أصول الفقه الذي لا يقل أهمية عن منطق أرسطو ، بل يفوقه في ربط الفكر بالواقع والتطبيق ، وليس جعل الفكر رياضة ذهنية وقضايا جدلية ، لا نصيب لها في التطبيق والواقع إلا بقدر يسير . فالعلم إذا لم يرتبط بالحياة في أية صورة من صورها ـ فضلا عن أن يكون ضارا بها ـ يصير عبئا عليها ، ويجدر بها حينئذ أن تطرحه عن كاهلها .
أسباب ازدهار الفقه في هذه المرحلة( 101 ـ 350 )
1 ـ اتساع رقعة الأمة الإسلامية
حيث بلغت الأمة الإسلامية في هذه الفترة أقصى اتساع لها ، وضمت بين جنباتها جنسيات وقوميات وألسنا وعادات وتقاليد وحضارات وثقافات مختلفة ، لكن الكل يخضع لتشريعات دين واحد هو الإسلام , وكان المسلمون في جميع هذه البقاع حريصين على معرفة أحكام دينهم في شئون حياتهم المختلفة ، فكانوا يلجئون إلى أهل الفقه يسألون ويتعلمون ، وكان أهل العلم يجيبون ويؤلفون ويناظرون ويدونون ما يتوصلون إليه ، مما نتج عنه هذه الثروة أو أسهم في إنتاجها .
2 ـ عناية الخلفاء العباسيين بالعلوم عامة وبالفقه خاصة
حيث قامت هـذه الخلافة على أساس ديني من جهـة ، وكان خلفاؤها أنفسهم من أهل العلم الحريصين على ازدهاره من جهة أخرى ، فيسروا كل سبل العلم لكل من يسلكه ، وبذلوا في تحقيق ذلك كل غال ورخيص ، مما أدى إلى نمو الفقه وازدهاره .
من ذلك طلب الخليفة المنصور من الإمام مالك أن يصنف له كتابا يكون مرجعا للحكم الفقهي والقضـاء ، فصنف الإمام مالك كتاب الموطـأ ، ولكنه لم يستجب لطلب الخليفة ـ ومن بعده ـ بأن يلزم جميع أمصار الخلافة بالعمل به ؛ لأن في ذلك حمل الناس على فقه الصحابة الذين سكنوا المدينة ولم يبرحوها ، وفي هذا ما فيه من التضييق على الناس ؛ حيث إنهم اتبعوا فقه الصحابة الذين هاجروا إليهم ، وهو يخالف في قليل أو كثير فقه الصحابة الذين لازموا المدينـة ، كما أن الإمام مالكا لم يرد أن يلزم بقية أمصار الأمة الإسلامية بعادات أهل المدينة وأعرافهم ، التي لم تزل في فطريتها وبساطتها ، بخلاف كثير من الأمصار الأخرى التي تختلف عنها في عادات أهلها وأعرافهم ، كما أن حياتهم في حوادث ونوازل متجددة ، لم تشهدها حياة الناس في مدينة الإمام مالك .
3 ـ ظهور المجتهدين الكبار
مثل الأئمة : أبو حنيفة ، مالك ، الشافعي ، أحمد ، زيد ، جعفر ، الأوزاعي ، الثوري، الليث ، داود الظاهري ، وغيرهم . والحديث عنهم مثبت في الوحدات القادمة .
4 ـ تدوين السنة
يمكن تقسيم الكلام عن كتابة السنة وتدوينها وتصنيفها إلى أربعة مراحل :
(‌أ) في عهد النبوة : وفيه وجد نفر قليل من الصحابة رضي الله عنهم كان يكتب بعض ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، مثل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما . على الرغم من النهي عن كتابتها بادئ الأمر.
(ب‌) في عهد الصحابة : وفيه دون قليل من الصحابة بعض السـنة كمدونات شخصية لهم ، وتحرج كثير منهم في ذلك .ويذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هَمّ في خلافته أن يدون السنة مثل تدوين القرآن ، لكنه لم يفعل .
(‌ب) في عهد التابعين : وفيه بدأ التدوين الرسمي للسنة ، وكان ذلك بأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز المتوفى سنة 101 هـ، بيد أن هذا التدوين لم يتم إلا في عهد الازدهار .
(‌ج) في عهد الازدهار : وهو العهد الذي نحن بصدد دراسته الآن ، وفيه تم التدوين الرسمي وغير الرسمي للسنة ، ويمكن رصد تدوين السنة وتصنيفها في هذا العهد فيما يأتي :
● بدأ تدوين السنة بطريقة اختلط فيها الحديث بالفقه وفتاوى الصحابة ، بل فتاوى التابعين أحيانا ، وممن دون على هذا النحو الإمام سفيان الثوري في الكوفة ، والإمام الليث بن سعد في مصر، والإمام مالك بن أنس في المدينة ، ولكن لم يصلنا من هذه الكتب إلا القليل منها ، مثل موطأ الإمام مالك .
●● ثم أخذ العلماء يصنفون السنة بطريقة أخرى أكثر تقدما ، تمثلت في إفراد الحديث النبوي بالتأليف ، بعيدا عن الفتاوى ، وقد أخذ هذا اللون من التصنيف في بادئ الأمر شكل المسانيد ، أي جمع أحاديث كل صحابي على حدة في مؤلف خاص ، كل صحابي في قسم يخص أحاديثه وحده ، و قد كان هذا واضحا في أواخر القرن الثاني الهجري وأوائل القرن الثالث . وممن يمثلون هذا الاتجاه الإمام أحمد بن حنبل في كتابه الشهير المسند .
●●● ثم ظهرت الحاجة إلى تمييز الحديث الصحيح وإفراده بالتأليف ، فألف الإمام البخاري صحيحه وكـذا الإمام مسلم ، كما ظهرت السنن التي جمعت بين الحديث الصحيح وغير الصحيح ، مثل سنن أبي دواد والترمذي . وأيضا ظهرت كتب الشيعة مثل كتاب الكافي للكُلَيْني .
●●●● ولما ظهرت مشكلة الوضع في الحديث منذ عهد التابعين ، نتج عنها ظهور علم نقد الحديث رواية ودراية ، وظهر علم الجرح والتعديل ، وقد تطور ذلك في عهد الازدهار الفقهي . ومن أشهر نقاد الحديث الإمام يحيى بن معين ، والإمام أحمد بن حنبل .
5 ـ زيادة العناية بالقرآن الكريم أداءً وتفسيرا
حيث برز في أدائه وقراءاته بعض القراء ، كأبي عمرو بن العلاء، وعاصم ، والكسائي . كما ازدادت العناية بتفسيره ، بما في ذلك من آيات الأحكام الفقهية، وما ورد فيها من قراءات توجه معانيها ودلالاتها .
6 ـ النزاع في مادة الفقه وأدلة الأحكام
دارت في هذا الطور مناقشات واسعة النطاق في تأصيل جميع أصول الفقه ، ما عدا الأصل الأول وهو القرآن الكريم .فقد دار جدل طويل حول حجية السنة عموما ، وحجية أخبار الآحاد والمرسل خصوصا، وطريقة الجمع والترجيح بين ما يبدو فيه تعارض من الأحاديث، كما حدث النزاع حول الإجماع ومدى حجيته وإمكانه ، كما طال النزاع في إجماع أهل المدينة والإجماع السكوتي ، ثم انتقل النزاع إلى القياس والرأي والاستحسان ، بل وصل الأمر بالفقهاء في هذا الدور إلى أن تناقشوا في أساس التكليف بافعل ولا تفعل ، هل هما على التحتيم أم يحمـلان على ما دون ذلك ؟. وقد عرض الإمام الشـافعي لذلك كله في كتابه الخالد الذكـر ( الرسالة ) .
ينقسم علم الحديث ( السنة ) إلى قسمين كبيرين :
علم الحديث رواية ـ علم الحديث دراية :
علم الحديث رواية : هو العلم الذي يقوم على نقل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خِلقية .
فينصب اهتمام هـذا العلم على جمع كل ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة والتابعين ـ ، سواء أكان هذا المجموع صحيحا وثابت النسبة إليه صلى الله عليه وسلم ، أم كان غير ذلك . فالذي يقصد إليه هذا العلم هو رواية ونقل ما يمكن نقله من الأحاديث والمرويات .
علم الحديث دراية : هو العلم الذي يطبق القواعد التي يعرف بها حال الراوي والمروي ، من حيث القبول والرد .
ويتضح من تعريف هذا العلم أنه مبني على العلم الأول ، فبعد أن يتم نقل الحديث وروايته ، ينظر فيه علم الحديث دراية بقواعده ليقرر صحة الحديث من عدمها ، حيث يبحث في سنده أي رواته ، وينظر في متنه أي نص الحديث ، وقد نتج عن هذا البحث بعض العلوم الفرعية، التي منها علم الجرح والتعديل الذي ينظر في حال رواة الحديث ، هل هناك ما يجرح أهليتهم فلا تقبل روايتهم ؟ أم هم من أهل العدالة والضبط فتقبل روايتهم ؟ .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamde.rigala.net
 
مدخل إلى علوم الشريعة(2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدخل إلى علوم الشريعة(4)
» مدخل إلى علوم الشريعة(5)
» مدخل إلى علوم الشريعة(6)
» مدخل إلى علوم الشريعة(1)
» مدخل إلى علوم الشريعة(3)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلية دار علوم :: السنوات الدراسية :: الفرقة الاولى :: مدخل الشريعة الاسلامية-
انتقل الى: